ذكرى, مجتمع مهزوم وفضيحه مسلم ومسيحى



عندما كنت فى الثامنه عشر من عمرى, مراهقه بعض الشئ أحب الدنيا, أحب أصدقائى ولا أعرف التفرقه الدينيه او العنصريه

,كنت  أدرس وكنت معروفه بين أصدقائى فى الأكاديميه بالفتاه الجريئه التى لا تخاف, حياتى كانت صاخبه بالاحداث, مليئه بالمتفرقات.

لم أكن مختلفه بالدرجه التى تصورها الجميع, فقط منفتحه, لا أرى فرق بين بنت و ولد, مسلم أو مسيحى, لم أرى مانع من أن أرافق كل أنواع الناس.

 ذلك الشاب الذى يدخن وعلمنى كيف أنفس دخان سيجارتى أو تلك الفتاه التى تصلى .  فرضاً بفرض او تلك الفتاه التى تشرب الويسكى وترقص الدانس وتتمايل بلا خجل بين الجموع أو ذلك الشاب المجتهد المكافح... ما الفرق, ومالى أنا بأفعالهم الشخصيه 

أذا كانو يبادلونى الإحترام فلماذا أعلق لهم حبل المشنقه.. هم أحرار كما أنا حره

حتى تعرفت على مجموعه (شله) من البنات والشباب , تفكيرهم منفتح مثلى, لا يحبون النميمه ولا ايذاء الاخرين

 بين أفراد المجموعه شاب مسيحى, مهذب ذو أخلاق عاليه يحبه الجميع وأنا ايضاً أحبه وإن كان لأنه صديق.

لا أعرف كيف أو ماذا حدث إلا إنى فوجئت فى صباح أحد الأيام بمسجد المنطقه يخطب فى صلاة الجمعه ويأتى بذكرى, تلك الفتاه المنحله ,تغضب الله وتنوى الزواج من مسيحى , ما هذه الايام وكيف لنا أن نسكت عن تلك الجريمه.

بعد ترويج الاشاعات عنى أصبح الجميع ينظر لى تلك النظره, نظره سخيفه كلها إتهامات كلها إحتقار وتذليل, لم أتألم بل فى سرى كنت أعتقد أنهم مجانين وأنا لا أحتاج إلى موافقتهم على أسلوب حياتى, فهم الخاسرون, هم من لا يعرفون الحياه

 هم من يرتكبون الجريمه بقذف البرئ من الناس بأبشع التهم.. لكن أمى تتألم, أخى يتألم, أختى الصغيره تتألم, فأفعالى لم تضرنى فقط بل ضرت عائلتى ذات السمعه الطيبه, أصبحنا بالمصرى (مفضوحين) ولم يزعحنى سوا الانتقاضات الموجهه لعائلتى, كيف لهم تحمل عار أفعالى

 كيف لهم أن يواجهو مجتمعا إنقلب عليهم بسبب أفعال فتاه صغيره لا تدمر لأحد شراً

وعلم صديقى المسيحى عما حدث, وكما عرفته دائماً جميل الخلق فوجئت به يأتى لخطبتى أنا المسلمه , ويعلن إسلامه حتى ينجينى من ألسنه ذلك المجتمع الخشنه, قال لى أنه طالما أحبنى ولم يكن هناك أملا لنا لكونه على دين غير دينى إلا أنه لا يمانع أن يصبح مسلم الاًن فجميع أصدقائه مسلسمين وسوف يسعد إذا تزوجنى

وقبلت الخطوبه غصباً عنى , فأنا لم أحبه يوماً أكثر من صديق لكن الوضع الذى وضعنى فيه الجميع بعد خطبه المسجد عنى لم يتيح لى أى إختيارات سوى أن أنقذ عائلتى, أنقذ مستقبل أختى الصغيره التى يوما ما ستتزوج ولا يمكن أن تصبح أفعالى وصمه عار لها.

وعندما تمت الخطوبه سارت أمى بين الناس وفى المحلات وذهبت الى المسجد بشهاده إسلام صديقى أو خطيبى, نعم, إضطرت أمى الحبيبه الى تأكيد برائتنا أمام الناس وهى واضعه عينها بالأرض, إبنتى لن تتزوج مسيحى, إبنتى ستتزوج مسلم.

ما أسخف تلك الحياه, أنا لم أرد الزواج ليس بمسيحى وليس بمسلم انا سأتزوج عن حب وليس عن واجب تجاه المجتمع.

أتعرفون ما المضحك ؟

بعد أن تمت الخطوبه أصبح الناس يقولون عنى عاهره, أصبحت الاشاعه من أننى  سأتزوج مسيحى إلى أننى سأتزوج مسيحى أسلم حتى ندارى غلطتنا وأنه من المحتمل أن أكون حامل فى طفل حرام ولهذا السبب أعلن إسلامه.


من البدايه , كل ذنبى أنى صادقت مجموعات مختلفه من الناس ومن بينهم مسيحى !!!! ومن ثم شخص راَنى وأنا بين أصدقائى فتطوع لإخبار شيخ المسجد الذى بدوره حلل الموقف بطريقته وأتهمنى أمام الجميع فى خطبه يوم الجمعه ومن ثم أسلم صديقى المسيجى لينقذنى من الإشاعات الملتفه حولنا وبإسلامه تم إتهامى بالعهر لإن إسلامه لابد وأن يكون ليدارى غلط وخطأ


مهزله فكريه, مجتمع رجعى , بشر حائرون فى أنفسهم لا يمتلكون من الحياه إلا أفعال الغير.

ما كان منى إلا فسخ الخطوبه, تلك الخطبه جاءت بالخطأ, إسلام صديقى أنا لاذنب ليه فيه ولا حسنه, هو فكر وأعلن إسلامه بدون إستشارتى أو حتى إعلامى برغمته للدخول فى الاسلام, لم أكن مضطره لأن أستمر فى الخطبه عرفاناً له بالجميل.. الزواج مشروع 
حياه وأنا اعقل من أن أتماشى فى الخطأ لمجرد الخوف.. ألاتعرفون أنى جريئه لا أخاف ؟؟

أما عن المجتمع الذى تربيت وعشت فيه طفولتى وشبابى المبكر فأنا لا أكن له أى ضغينه, بل أفكر فيهم على أنهم إناس غير محظوظين فقد أعطاهم الله عقل صدئ لا يفكر , لا يستطيعون رؤيه الحياه كما أراها, لا يعيشوا ولن يعيشوا فقط يتعايشوا.. ما أبأسهم !!

وها أنا أفر وأهرب من بين أيديهم, أترك عائلتى حتى لا أضرهم بأفعالى, انا أحب عائلتى كثيرا وأفهم أن ليس الجميع يفكر بطريقه متحضره وأن قمه الحريه ألا أطالبهم بتغيير فكرهم فهم أحرار كيف يفكرون وبماذا يؤمنون كما  أنا حره لأفكر بطريقتى وأؤمن بمعتقداتى حتى وإن لم يكن هناك طريقه لنؤمن كلنا بما نشاء تحت سماء واحده

الحريه لا تكون بين المساجين وهم مساجين وأنا خرجت من سجنهم لأطلق حريتى للسماء


هل أنا نادمه ؟؟ لا أبدا, أحيانا أتمنى إن كان لى عائله تحبنى كما أنا مزايا وعيوب, بدون أن أكون ما يريد منى الجميع, يحبونى لأنى أنا نفسى لكن نحن لا نأخذ ما نتمنى من الدنيا, يكفينى ان أعرف أن عائلتى تحبنى وإن كان بطريقتهم التى تتهمنى كما يتهمنى  المجتمع المريض بأنى مجنونه, متهوره وخارجه عن المألوف


رغم إساءه المجتمع لى و رجال الدين لى إلا أنى أحبهم جميعا رغم ما حدث, فأنا لن أضع اللوم على الدين لأن الدين لا ولم ولن يأمر بالإساءه 

إنما من يمارسو الدين ويفهمونه بعقولهم الضيقه يفعلوا فلا هو ذنب الدين إنما التائهون من المتدينين

ولا أكره الناس الذين تناولو النميمه عنى فهم كالاطفال فى نظرى لا يفهمون خطأهم.. انا أرثى لهم وأدعى لهم أن يرو الحريه وأن يلمسو أشعه الشمس بدون خوف, أن يكونو 
أنفسهم وأن ينفضوا عن عقولهم ألاتربه..



Comments

  1. وإنتى دلوقتى مرتبطه؟ أو عندك أطفال؟

    ReplyDelete
  2. اعتقد ان سؤالك شخصى شويه وحفاظا على خصوصيتى انا مش هجاوب

    ReplyDelete
    Replies
    1. أنا معجب بيكى بصراحه

      Delete
  3. شكرا لاعجابك واتمنى ان اعجابك يكون بكتاباتى وارائى لان شخصى لا يهم وفكرى يهم

    ReplyDelete

Post a Comment

Popular posts from this blog

خواطر قلباً تائه

A Child Of This World

Life As Faith