رجل تحت الظلال


فى خطوات واثقه يتحرك بثبات
أنف متكبره مرفوعه برأس يعيش وسط السحاب
بغرور كمن يمتلك كنوز الدنيا ينظر يمينا وشمالا
فى تغال , وكأنه يحنوا على رعاياه يوزع إبتساماته فى بخل 
أقدام على أرض مملوكه وعيون فوق السحاب ترهق صاحبنا 
فلا هو من البشر ولا هو من الالهه
وعقله يتبخر, عملاقيه ذاته تسكن الضباب
وتنظر إليه المرآه
لا تقدر على النظر
انعكاس صورته يتطلب فنان
يرسم الخطوط الشديده 
فى جبهته العريضه
وتكشيره شفاه الممتلئه 
 تخاف من غموضه المرآه
وأخاف أنا من جنون أفكاره
ومن دوافع أسبابه
وأدارى رجفتى أمامه
أضيع بين الطفل الكبير الذى أراه بإحساسى
والرجل العنيف, الغليظ القاسى
وعلى وجهى أرسم ملامح الشراسه
أتمرد على قوته وجبروته 
ولا أبالى لشرر عينيه و علو صوته
وأرقص حوله بعقلى 
ألتف كشرائط الحرير حوله
وبينما أشاغله بحديثى
أغزل حوله شبكتى 
ويقع فريستى
ضحيه أهتمامى
ولا أخاف منه
ربما أخاف عليه ومن أجله
ليس منه
فعندما أروضه
وأكسر أنياب الثعبان منه
وأخلع أظافر الاسد المتوحش عنه
يبقى رجلى الغامض
طفل كبير معاكس
وتحت قبعه وجهه الذى يمثله بقناعه للعالم
يبقى إنسان
فاقد للحنان
تائه بلا رفيق
غير مفهوم 
ويأتى إلى بغروره
يدرى أنى الارض التى تثبت جذوره
يأتى إلى 
لأنزله من سماءه 
وأعيد لعقله الصفاء
بعد أن اطرد عنه الضباب
وكما جائنى يذهب
فى حنين الى قوته
يفتقد عالمه بين السحاب
يفتقد أن يحنو على رعاياه
وأن يبخل بإبتساماته 
يحن لخطوط القسوه فى وجهه
والسوط بين يديه الكبيرتين
لا يرضى أن لا يكون إلا كبير
عملاق زاته يملئه غرور
وبين الناس لا يجد ألهه
ذاتهم كبير يملك العالم كذاته
وكما المقاتل 
لا يستسلم ولديه انفاس باقيه
ويبنى قصره بين السحاب 
ويمشى بقدمه على أرضه المملوكه
ويمضى عنه خريف
ويحتار عقله ويتعب صاحبنا
ويأتى إلى 
أعيد لنفسه الطفل الكبير
أريح عنه ثقل أنيابه
وأقشر من على وجهه عبوسه وحدته
وأروى عينيه من حنانى
وأكسر فيه التوحش
وأربطه فى مرفئى 
يغمره جذرى ومدى
وتختمل إحساسه تحت هالات قمرى
ويعود إلى
طفلى الكبير
قطتى الجميله
رجلى الغامض بلا غموض
صفحات من الماء صافيه تعيش عيونه
ولا يبقى الكثير
ويتمرد الصغير
ويشتاق لعالمه الكبير
يشتاق للضباب, الصراع والسحاب
وأتركه يذهب
كحيوان ضائع
يعوى فى الليل
يبحث عن شئ
يعميه غروره أن يدرى ماهيه الشئ
وإن أدركت حواسه
أننى ما يبحث عنه
وأن فى دوام قهقرته على أرضى
سر قلبه الوحيد
ويأتى إلى
وعلى بابى يخلع العالم وقبعته



Comments

Popular posts from this blog

Life As Faith

إذا السنين تعود

خواطر قلباً تائه